
د. احمد العيسى
تشهد الساحة الدولية في الآونة الأخيرة تصعيداً خطيراً بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، حتى باتت طبول الحرب تُقرع على مسامع العالم، مُنذرةً بصراع قد يتجاوز الحدود الجغرافية ليهدد الأمن العالمي بأسره.
في ظل تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، وخصوصاً بعد سلسلة من الأحداث الأمنية والعسكرية التي شهدتها المنطقة، تصاعد الخطاب الإيراني بشكل لافت. طهران لم تكتفِ هذه المرة بالتحذير، بل أكدت جهوزيتها التامة لـ”رد حاسم” إذا ما تعرضت لأي هجوم أمريكي مباشر أو غير مباشر، معتبرة أن أي عمل عدائي سيقابل بردّ “يفوق التوقعات”.
في المقابل، لم تقف واشنطن مكتوفة الأيدي. التصريحات الصادرة عن البنتاغون ووزارة الخارجية الأمريكية بدت أكثر حزماً، ملوّحة باستخدام القوة “إذا اقتضت الضرورة”، ومؤكدة على “حماية المصالح الأمريكية وحلفائها في المنطقة”. أما البيت الأبيض، فقد ذهب أبعد من ذلك، معتبراً أن إيران أصبحت تشكّل تهديداً حقيقياً للاستقرار الإقليمي والعالمي، ومتهماً إياها برعاية “نشاطات مزعزعة” في عدة دول.
الخطاب بين الجانبين لم يعد دبلوماسياً بقدر ما هو إنذاري. الإشارات المتبادلة تحمل في طياتها استعداداً لصراع مفتوح، وربما حرب إقليمية قد تتطور سريعاً إلى مواجهة عالمية، في ظل تحالفات دولية متشابكة ومصالح متقاطعة.
القلق العالمي في تصاعد مستمر، والأسواق المالية بدأت تترجم هذه المخاوف، مع تراجع في أسعار الأسهم وارتفاع في أسعار النفط والذهب، ما يدل على حالة ترقب شديدة لأي تصعيد محتمل.
بين التهديد والوعيد، وبين التحذير والتوعد، يقف العالم على حافة هاوية… فهل تكون هذه مجرد جولة جديدة من التصعيد الكلامي؟ أم أننا أمام مشهد أول من سيناريو أكثر سوداوية؟
الأيام القادمة وحدها ستكشف حجم النار التي تُخبّئها هذه الطبول الصاخبة.